أوباما يفاجيء المصريين بـ "كيرسارج وبونس"
محيط - جهان مصطفى
في تطور خطير فيما يتعلق بالأزمة السياسية المتصاعدة في مصر ، كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية يوم السبت الموافق 5 فبراير أن البنتاجون بدأ بتحريك سفن حربية قبالة السواحل المصرية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة داخل وزارة الدفاع الأمريكية القول إن سفينة "كيرسارج" الهجومية البرمائية وعلى متنها 700 إلى 800 عنصر من وحدة الاستطلاع السادسة والعشرين في مشاة البحرية "المارينز" وسفينة "بونس" وصلتا إلى البحر الأحمر وهما راسيتان قبالة سواحل مصر في حال تدهورت الأوضاع هناك.
وزعمت تلك المصادر أن تحريك القطع البحرية تم فقط لأغراض الطواريء في حال استدعت الضرورة إجراء عمليات إجلاء للأمريكيين هناك ، مستبعدة احتمال التدخل العسكري في مصر .
وتابعت أنه إضافة إلى قوات المارينز ، فإن سفينة "كيرسارج" تضم أيضا حوالي أربعين مروحية وطائرة نفاثة من طراز "هارير" يمكن أن تستخدم في عمليات إجلاء وغيرها من العمليات الإنسانية.
ولم يقف الأمر عند ما سبق ، فقد كشفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" أنه يوجد أيضا في شرق البحر الأبيض المتوسط حاملة الطائرات "أنتربرايز" التي كان البنتاجون أعلن أنها متوجهة إلى قناة السويس في طريقها إلى الخليج إلا أنه يبدو أن الأزمة في مصر استدعت القرار بإبقائها حيث هي على الأقل مؤقتاً.
ورغم أن مصادر البنتاجون استبعدت احتمال التدخل العسكري في مصر ، إلا أن التطور الخطير السابق لا يمكن المرور عليه مرور الكرام ، فهو يبعث برسالة للمصريين جميعا أن هناك ما يشبه الحصار العسكري للسواحل المصرية من كافة الجهات وأن واشنطن قد تتدخل في أية لحظة في حال شعرت أن هناك تهديدات لمصالحها في المنطقة.
ومع أن البعض قد يشكك في احتمال إقدام واشنطن على مغامرة كتلك بسبب غرقها في أفغانستان والعراق وتصاعد أزمتها الاقتصادية ، إلا أن هذا لاينفي أن هناك خطرا محدقا بالفعل خاصة إذا تم أخذ إسرائيل في الحسبان بعد أن أعلن نتنياهو في وقت سابق أن تل أبيب مازالت تلتزم الصمت تجاه ما يحدث في مصر .
حوادث مريبة
هذا بالإضافة إلى أن الكشف عن إرسال سفن حربية أمريكية تزامن مع وقوع عدة حوادث مريبة في مصر ضاعفت من المخاوف في هذا الصدد ، ففي صباح السبت الموافق 5 فبراير ، فوجيء الجميع بأنباء حول أن انفجارا استهدف خط أنابيب الغاز بين مصر وإسرائيل في مدينة العريش وسرعان ما اتضح أن الانفجار استهدف الفرع الذي يوصل الغاز للأردن ، حيث يبدأ الخط من ميناء بورسعيد وينقسم قرب العريش إلى فرعين أحدهما لنقل الغاز إلى الأردن والآخر إلى الشيخ زويد ومنه إلى محطة للغاز في إسرائيل.
وفيما قررت السلطات المصرية تعليق ضخ إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل والأردن وسوريا بعد الانفجار الضخم ، فإن الإذاعة الإسرائيلية أكدت أن الانفجار لم يستهدف إمدادات الغاز المصري إلى إسرائيل إلا أنه تم وقفها كإجراء احترازي.
وبالنظر إلى أن إسرائيل تحصل على 40% من استهلاكها من الغاز الطبيعي من مصر وبأسعار رخيصة جدا بموجب صفقة أبرمت بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، فإنه يعتقد على نطاق واسع أن تستغل تل أبيب هذا الأمر للزعم أن مصالحها باتت مهددة بسبب عدم الاستقرار الأوضاع في مصر وهو الأمر الذي قد تتخذه ذريعة لإرسال مزيد من الحشود العسكرية على الحدود بينهما بل وقد تدفع أيضا باتجاه ضرورة تدخل المجتمع الدولي لاستعادة الهدوء في مصر .
ولعل التطورات المتلاحقة قد ترجح صحة ما سبق ، فقد سارعت وسائل إعلام أجنبية بعد دقائق من الحادث السابق للزعم أن تفجيرا وقع في كنيسة "العائلة المقدسة" وهي أكبر كنيسة في مدينة رفح المصرية وهو الأمر الذي نفاه على الفور محافظ شمال سيناء عبد الوهاب مبروك ، متهما التقارير الإخبارية التي تواردت في هذا الصدد بأنها عارية عن الصحة.
بل وزعم موقع " فوكس نيوز" الأمريكي نقلا عن مسئول بارز في إدارة أوباما أيضا أن نائب الرئيس المصري عمر سليمان تعرض لمحاولة اغتيال فاشلة عبر هجوم منظم تعرض له موكبه في أعقاب توليه مهام منصبه الجديد وتحديدا في 29 يناير الماضي مما أسفر عن مقتل اثنين من حراسه .
وفيما سارع مصدر أمني مصري رفيع لنفي صحة ما سبق ، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن التقارير التي تحدثت عن محاولة اغتيال عمر سليمان تظهر مدى التحدي الذي يواجه مصر في المرحلة الانتقالية .
وجاءت تصريحات المبعوث الأمريكي إلى مصر فرانك ويسنر حول أن الرئيس حسني مبارك يجب أن يبقى في الوقت الحالي حتى يدير التغييرات المطلوبة للانتقال السياسي لتكشف مدى تضارب التصريحات الصادرة من واشنطن وتضاعف المخاوف حول حقيقة المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي تحاك حاليا ضد مصر خاصة وأن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي سارع لنفي صحة ما ذكره ويسنر ، مؤكدا أنه يعبر عن رأيه الشخصي فقط ولم ينسق مع الإدارة الأمريكية في هذا الصدد .
وإلى حين تتضح أبعاد المؤامرة أكثر وأكثر ، فإن مجرد الكشف عن إرسال سفن حربية أمريكية قبالة السواحل المصرية هو أمر يتطلب الحذر واليقظة من قبل الجميع خاصة وأن تبرير الخطوة السابقة بأنها فقط لأغراض الطواريء في حال استدعت الضرورة إجراء عمليات إجلاء للأمريكيين بدا وكأنه خدعة كبرى بالنظر إلى أن واشنطن أخلت بالفعل أغلب رعاياها منذ تفجر ثورة الشباب في 25 يناير .