أفضل عشر نهآئيآت في تآريخ آبطآل آوروبآ
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
نعيش تلك الأيام اثارة مباريات دوري أبطال أوروبا، تلك البطولة التي يراها البعض الأقوى والأجمل والأفضل في العالم والتي تجتذب ملايين المشاهدين مساء كل ثلاثاء وأربعاء ،، لكن اليوم وفي أفكار جول فقرة خاصة بتلك البطولة الرائعة وهي خاصة بأبرز 10 مباريات نهائية في تاريخها
المباريات النهائية لدوري أبطال أوروبا غالبًا ما تشهد اثارة كبيرة، كيف لا وهي تجمع ناديين من الأفضل في العالم وبعد أن تخطيا مجموعة من الأندية الكبيرة والصعبة، ولكن تبقى مجموعة قليلة من تلك المباريات راسخة في الذاكرة ولا تُمحى مهما طال الزمن وتلك هي التي ستكون محور تقريرنا التالي:
ريال مدريد الاسباني 3 - 2 الميلان الايطالي // نهائي موسم 1957-1958 على ملعب هيسيل البلجيكي .... مباراة الأشواط الاضافية الأولى في تاريخ البطولة
سؤال أول يتبادر الى الذهن عند رؤية تلك المباراة، وهو هل كان يعلم الناديان أنهما سيكونان بعد سنوات عديدة الأكثر تتويجًا بتلك البطولة وبرصيد 16 لقبًا كاملًا !!!، بالتأكيد لا ولكن وقتها كان يعلم الجميع أنه بانتظار مباراة كبيرة ستجمع فريقين من كبار القارة العجوز خاصة أن كلا منهما أقصى في مشواره عدد من الأندية الكبيرة، فقد أخرج الميلان فريق مانشستر يونايتد الانجليزي بنتيجة اجمالية 5-2 في نصف النهائي وفي نفس المرحلة تخطى ريال مدريد فريق فاساس المجري بنتيجة اجمالية 4-2.
انطلقت المباراة أمام أكثر من 67 ألف متفرج ورغم اثارتها الكبيرة في الشوط الأول إلا أنه انتهى سلبيًا، وفي الشوط الثاني افتتح نجم الميلان "سكافينو" أهداف اللقاء في الدقيقة 59 قبل أن تشتعل المباراة في الربع ساعة الأخيرة منها، حيث تعادل دي ستيفانو للريال في الدقيقة 74 قبل أن يُسجل جريلو للميلان وريال للريال في دقيقتين متتاليتين هما 78 و 79 وبهما ينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل 2-2 ليلجأ الفريقين للوقت الاضافي وقد كان الأول في تاريخ البطولة وخلاله نجح خينتو بتسجيل هدف الفوز المدريدي في الدقيقة 107 لينتزع لفريقه اللقب الثالث على التوالي ويُعزز صناعة المجد الملكي المنتظر.
الفـيديـو/
ريال مدريد الاسباني 7 - 3 انتراخت فرانكفورت الألماني // نهائي موسم 1959-1960 على ملعب هامبدن بارك الاسكتلندي .... مباراة الهاتريك والسوبر هاتريك
تُوج ريال مدريد بالبطولات الـ4 الأولى للبطولة في انجاز سيكون من شبه المستحيل تكراره، وكان الموعد من البطولة الخامسة حين واجه نظيره الألماني على الأراضي الاسكتلندية وأمام أكثر من 135 ألف متفرج تابعوا باعجاب كبير ابداعات الثنائي بوشكاش ودي ستيفانو.
اثارة تلك المباراة بدأت في نصف نهائي البطولة حين تخطى ريال مدريد نظيره برشلونه الاسباني بنتيجة اجمالية 6-2 وفي المقابل سحق فرانكفورت فريق جلاسكو رينجرز بنتيجة اجمالية 12-4، ولكن تلك النتيجة الكبيرة للفريق الألماني لم تشفع له أمام ملوك أوروبا بنجومهم الكبار.
الغريب أن البداية كانت رائعة لصالح الألمان بهدف كريس في الدقيقة 18 لكن الرد الاسباني كان قاسيًا بثلاثية كاملة في الشوط الأول سجل دي ستيفانو هدفين منها في الدقيقتين 27 - 0 قبل أن يضيف بوشكاش الهدف الثالث في الدقيقة الأخيرة من الشوط، وفي الفترة الثانية أضاف النجم المجري ثلاثية كاملة في الدقائق 56- 0 - 1 قبل أن يرد ستين بثنائيه لفرانكفورت في الدقيقتين 72 - 5 وبينهما كان دي ستيفانو قد سجل هدف الريال السابع، ليسجل الثنائي اسمهما في تاريخ البطولة باحراز الهاتريك الأول والسوبر هاتريك الأول والأخير.
الفـيديـو/
بنفيكا البرتغالي 5 - 3 ريال مدريد الاسباني // نهائي موسم 1961-1962 على الملعب الأولمبي في هولندا .... المباراة الأكثر اثارة في تاريخ البطولة
غاب الفريق الاسباني عن النهائي الماضي بعد خماسيته التاريخية، ولهذا ترقب الجميع عودته لمسرح المباريات النهائية بعد تغلبه على ستاندر لييج البلجيكي بنتيجة اجمالية 6-0 ليواجه بنفيكا الذي أقصى توتنهام الانجليزي بنتيجة 4-3.
انطلق اللقاء المثير أمام 65 ألف متفرج وكانت البداية صاعقة من الاسبان بهدفين لبوشكاش في الدقيقتين 17 - 3 ليتوقع الجميع فوزًا كبيرًا للريال، لكن تلك التوقعات انهارت تمامًا بثنائية التعادل لبنفيكا عبر أكواس في الدقيقة 25 وكافيم في الدقيقة 34 وإن كان بوشكاش عاد وسجل هدف التقدم المدريدي بعد 4 دقائق فقط والذي انتهى به الشوط الأول.
تواصلت الاثارة الكبيرة في الشوط الثاني بتسجيل كولونا لهدف التعادل البرتغالي بعد 6 دقائق فقط من انطلاق الشوط، وفيما كان الريال يُحاول تسجيل هدف الفوز الرابع، فاجأه أوزيبيو باحراز ثنائية سريعة في الدقيقتين 65 - 8 حسم بها الأمور لصالح بنفيكا وتوجه بالبطولة للمرة الأولى في تاريخه ليؤكد أن فريقًا عملاقًا قادمًا في سماء الكرة الأوروبية وهو ما اتضح جليًا بعد ذلك.
الفـيديـو/
سيلتيك الإسكتلندي 2 - 1 الإنتر الإيطالي // نهائي موسم 1966-1967 على الملعب الوطني بالعاصمة البرتغالية لشبونة .... انتصار الكرة الهجومية الكاسحة على خطة الكاتيناتشيو
حصل سيلتيك الإسكتلندي على لقبه الوحيد في دوري الأبطال و أول ألقاب الأندية البريطانية في تلك البطولة التي كانت تسمى في السابق بكأس الأندية الأوروبية البطلة، و ذلك من خلال فوز تاريخي على الإنتر الإيطالي في نهائي أقيم للمرة الأولى على أراضٍ برتغالية، حيث استضافه الملعب الوطني القابع في مدينة أورياس المجاورة للعاصمة البرتغالية لشبونة، و ذلك أمام أكثر من 45 ألف متفرج استمتعوا بسيطرة إسكتلندية مطلقة على المباراة ضد الأفاعي اللذين فقدوا سطوتهم في دوري الأبطال منذ ذلك الحين و حتى يومنها هذا.
استمدت هذه المباراة إثارتها الكبيرة من واقع طريقة لعب كلا الفريقين، فمدرب سيلتيك جوك شتاين خاض جميع مباريات البطولة بخطة 4-2-4 المدمرة هجوميًا معتمدًا على رباعي الهجوم جيمي جونستون، ويلي والاس، ستيفي شالمرس و بوبي لينوكس، فيما كانت 5-3-2 هي الخطة التي اعتاد الإنتر اللعب بها بأسلوب الدفاع المستميت بجميع اللاعبين طيلة فترات المباراة مستغلين أي فرصة مواتية للضرب بقوة و تسجيل هدف الفوز ثم العودة لنفس الطريقة الدفاعية التي سميت بأسلوب "الكاتيناتشيو".
جميع الترشيحات صبت في هذه المباراة لمصلحة الإنتر، بطل نسختي 1963-64 و 1964-65، خاصة بعدما انتقم لنفسه في ربع نهائي البطولة و أقصى ريال مدريد صاحب الرقم القياسي للمسابقة بـ 6 ألقاب بفوزين ذهابًا و إيابًا بهدف نظيف و هدفين نظيفين، و ذلك بعدما أخرجه الميرينجي من نصف نهائي نسخة 1965-66 بفوز بهدف نظيف للريال في الذهاب في البيرنابيو و تعادل بهدف لمثله في العودة في السان سيرو.
اللقاء بدا كما كان متوقعًا، بضغط كبير من سيلتيك على مرمى النيرادزوري المتكتلين دفاعيًا، إلا أن المهاجم الإيطالي ريناتو كابيلِّيني تمكن من الحصول لفريقه على ركلة جزاء إثر إعاقة الظهير الأيمن جيمي كريج له داخل منطقة العمليات، ليحولها ملهم الفريق و أحد أساطيره على مر العصور ساندرو ماتزولا إلى شباك الحارس روني سيمبسون في الدقيقة السابعة.
ظل الجميع أن خطة الكاتيناتشيو ستفلح و بدأت جماهير الأفاعي تستعد للاحتفالات باللقب الثالث و الذي كان سيضعها في مكانة أوروبية خاصة خلف ريال مدريد، إلا أن الطوفان الهجومي لفريق العاصمة الإسكتلندية رينجرز كانت له الكلمة العليا مستغلين الانكماش الدفاعي للمنافس. ففي 83 دقيقة من اللعب، لم يتمكن الإنتر على الحصول على أي ركلة ركنية حتى، كما لم يقم سيمبسون حارس مرمى سيلتيك سوى بإنقاذين فيما تبقى من مجريات المباراة من أصل 5 محاولات هي إجمالي فرص الإنتر خلال اللقاء.
في المقابل، كانت لسيلتيك 42 فرصة على مرمى الإنتر، منها كرتان في العارضة العلوية و كرة في القائم الأيمن، أما بقية الـ 39 تسديدة فمنها 13 أنقذها حارس مرمى الإنتر جوليانو سارتي، فيما تصدى الدفاع لسبعة و كان مصير 19 تسديدة الخروج إلى ركلة مرمى. هذا الضغط الرهيب كان من الطبيعي أن يُثمِر عن الهدف الأول للإسكتلنديين عبر الظهير الأيسر تومي جيميل الذي استقبل تمريرة من جيم كريج الذي صحح خطأه في ركلة الجزاء، ليضعها جيميل في شباك الحارس الإيطالي سارتي في الدقيقة 62.
بعد هدف التعادل، لم يدفع الإنتر فقط ثمن اعتماده على خطة أجبرته على البقاء حبيس هجمات الخصم، بل دفع أيضًا ثمن غياب الثنائي المتميز لويس سواريز و جايير، و اللذان كانا يبرعان في قيادة الهجمات المرتدة للنيرادزوري، و بعد ضغط متواصل، كلل جيميل مجددًا جهود فريقه بتمريرة إلى لاعب خط الوسط بوبي موردوش الذي سدد كرة من مسافة بعيدة استضمت بزميله المهاجم شالمرس لتسكن الشباك الإيطالية في الرمق الأخير من المباراة، و تحديدًا قبل خمس دقائق من نهايتها.
و حتى الآن، تظل هذه المباراة محفورة في تاريخ كرة القدم العالمية، و على الأخص في أذهان مشجعي كلا الفريقين، فالبطل أصبح لقبه "أسود لشبونة" بعد تحقيقه الفوز الأول للبريطانيين بلقب البطولة و هو حتى الآن الفوز الوحيد للإسكتلنديين بها، و ذلك بلاعبين مساقط رؤوسهم لا تبعد أكثر من 50 كيلومترًا عن مركز العاصمة الإسكتلندية جلاسكو. في المقابل، كانت هذه المباراة إيذانًا ببداية النهاية لخطة الكاتيناتشيو التي منحت الإنتر هيمنة على الكرة الإيطالية و العالمية في عقد الستينات، خاصة بعد تصريحات جوك شتاين مدرب سيلتيك بأن هذه المباراة هي "انتصار للكرة الهجومية و بداية لعصر جديد في عالم الكرة"، كما خسر الإنتر في الموسم ذاته لقب الدوري الإيطالي في آخر جولاته إضافة إلى الإقصاء من نصف نهائي كأس إيطاليا.
الفـيديـو/
بايرن ميونيخ الألماني 4 - 0 أتليتكو مدريد الاسباني // نهائي بطولة 1973-1974 على ملعب هيسيل البلجيكي .... مباراة الاعادة الوحيدة في تاريخ البطولة
اختيار تلك المباراة ضمن الأبرز في تاريخ البطولة كان لسببين، الأول أنها المباراة النهائية الوحيدة المعادة بعد نهاية الأولى بالتعادل بين الفريقين والثاني أنها كانت بداية عصر البايرن القاري الذهبي وفوزه بلقب البطولة 3 مرات متتالية.
المباراة الأولى انتهت بالتعادل الايجابي 1-1 ولهذا كان لابد من اعادتها حسب قوانين البطولة وقتها، وقد أعيدت بالفعل أمام 24 ألف متفرج وهو نصف عدد من تابع المباراة الأولى !!!.
الفريق البافاري لم يترك لمنافسه أي فرصة وسحقه برباعية نظيفة سجلها الثنائي مولر في الدقيقتين 58 وهونيب في الدقيقتين 28، ليبدأ بذلك عصر البافاري في القارة العجوز حيث تُوج بعدها ببطولتين متتاليتين.
الفـيديـو/
ليفربول الانجليزي 1 - 1 روما الايطالي // نهائي بطولة 1983-1984 على الملعب الأولمبي في ايطاليا .... مباراة ركلات الجزاء الأولى في تاريخ البطولة
تلك هي المباراة التي لن تنساها جماهير روما حيث تابعت فريقها يخسر النهائي الحلم على ملعبه وقد دفع ثمن تغيير قوانين البطولة بالاعتماد على ركلات الجزاء الترجيحية لحسم المباريات بدلًا من نظام الاعادة المتبع سابقًا.
مباراة 1984 كانت الأولى التي حُسمت بركلات الجزاء الترجيحية وذلك بعدما انتهى الوقت الأصلي والاضافي من اللقاء بالتعادل الايجابي 1-1 بين الفريقين، وكان نيل قد تقدم للانجليز أولًا في الدقيقة 13 قبل أن يُعادل النجم بروزو النتيجة للجيالوروسي في الدقيقة 42 ولم يتمكن الفريقان طوال الدقائق التالية من تسجيل هدف الحسم ليتابع الجمهور ركلات الجزاء للمرة الأولى في تاريخ البطولة.
المثير أن ليفربول كان البادئ في التسديد وقد أضاع له نيكول الركلة الأولى واحتفل جمهور روما بتسجيل دي بارتولومي تسديدته ليتقدم الفريق صاحب الملعب، لكن ما حدث مستقبلًا كان صعبًا للغاية حيث نجح ثلاثي الليفر نيل وسونيس وراش في التسجيل فيما أخفق كونتي وجرادزياني لروما وسجل ريجيتي، وكانت الركلة الأخيرة والحاسمة من نصيب كينيدي وقد سجلها لصالح ليفربول ليتوج فريقه بالبطولة الغالية ويُطلق العنان لدموع وآهات الجماهير الايطالية.
الفـيديـو/
برشلونة الإسباني 1 - 0 سامبدوريا الإيطالي // نهائي موسم 1991-1992 على ملعب ويمبلي بالعاصمة الإنجليزية لندن ... اللقب الكاتالوني الأول بطوربيد هولندي منع مفاجأة إيطالية من العيار الثقيل
في نهائي موسم 1991-1992 بين فريقين لم يسبق لأي منهما الفوز بالبطولة سابقًا، تمكن برشلونة الإسباني من الفوز أخيرًا بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة تتويجًا لجهود الفريق السابقة طيلة العديد من السنوات لنيل اللقب الأوروبي الأغلى على صعيد الأندية، و ذلك على حساب مفاجأة البطولة سامبدوريا بهدف نظيف في الوقت الإضافي، و ذلك على ملعب ويمبلي القديم بالعاصمة الإنجليزية لندن.
قبل النهائي، كان الإتحاد الأوروبي قد أعلن عن تسمية جديدة و نظام جديد لبطولة كأس الأندية الأوروبية البطلة بحيث يتم دمج ربع النهائي و نصف النهائي إلى دور من مجموعتين يتأهل فيه متصدرا المجموعتين إلى المباراة النهائية، لتصبح بطولة دوري أبطال أوروبا المتعارف عليها حاليًا بعد عدة تطويرات و تغييرات خلال السنوات التي تلت هذا الموسم حتى الآن. و كان هذا الأمر كافيًا ليمثل دافعًا لكلا الفريقين من أجل الفوز بآخر لقب للنسخة القديمة، إضافة إلى أنه كان ليصبح اللقب الوحيد لأي منهما بالنظام القديم في ظل عدم فوزهما بها سابقًا و عدم وجود فرصة أخرى للفوز بها بعد ذلك.
و بالفعل، ظهرت المباراة بحلة زاهية أمام أعين 70827 متفرجًا، و بالرغم من انتهاء الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل السلبي، إلا أنه من الكافي القول أنه لولا تألق حارسي الفريقين أندوني زوبيزاريتا من الفريق الكاتالوني من جهة و جيانلوكا باليوكا حارس البلوتشيركياتي من جهة أخرى لانتهت المباراة برصيد وافر من الأهداف. الكل كان متألقًا من كلا الفريقين اللذان لعبا كرة هجومية رائعة. سواء رونالد كومان، بيب جوارديولا، جوليو ساليناس، خوسيه ماري باكيرو، مايكل لاودروب و هريستو سيوشكوف بقيادة مدربهم يوهان كرويف من جهة، أو فاوستو باري، توتينهو سيريزو، سيركو كاتانيتش، جيانلوكا فيالِّي و روبيرتو مانشيني بقيادة مدربهم فويادين بوسكوف من جهة أخرى.
إلا أن عامل الحسم كان قبل ثمانية دقائق فقط من نهاية الشوط الثاني الإضافي، فبينما ظن الجميع أن ركلات الجزاء الترجيحية ستكون مطلوبة لإنهاء المباراة، احتسب الحكم الألماني أرون شميدهوبر ركلة حرة من مسافة 25 ياردة أثارت الجدل بعدما حاول جيوفاني إنفيرنيتزي خطف الكرة من الإسباني أوزيبيو ساكريتان في لقطة لم يظهر فيها أي تدخل غير شرعي، حيث كان يُفترض أن يقوم الحكم بالقيام بإسقاط الكرة بينهما. احتسبت الركلة الحرة، و على الفور أدرك لاعبو سامبدوريا الخطر الذي يواجههم، و ذلك أمام لاعب من أبرع اللاعبين على الإطلاق في تنفيذ ركلاء حرة صاروخية، و بالفعل، نجح رونالد كومان من تسجيل الهدف القاتل الذي أحبط البلوتشيركياتي تمامًا حتى نهاية المباراة، ليحصل البلوجرانا على لقب طال انتظاره بعد العديد من المحاولات السابقة التي فشلت في آخر المراحل، لتعم السعادة في مقاطعة كاتالونيا التي اعتبره انتصارًا رياضيًا و سياسيًا لها على العاصمة الإسبانية مدريد و ناديها الملكي ريال مدريد. في المقابل، لم يتمكن سامبدوريا من إتمام إحدى أقوى مفاجآت دوري الأبطال بعد تحقيقه لأول لقب للدوري الإيطالي في الموسم السابق طوال تاريخه.
الفـيديـو/
الميلان الإيطالي 4 - 0 برشلونة الإسباني // نهائي موسم 1993-1994 على الملعب الأولمبي بالعاصمة اليونانية أثينا .... نهاية فريق أحلام يوهان كرويف
لم يرضى الميلان الإيطالي أن يظهر له منافسًا يقارعه على الزعامة العالمية لكرة القدم بعد هيمنة شاملة في أواخر الثمانينات و مطلع التسعينات، ليحصد لقب دوري الأبطال للمرة الخامسة في تاريخه إثر فوز ساحق برباعية نظيفة على برشلونة الإسباني المدجج بالنجوم و الذي كان يلقب بفريق الأحلام بقيادة مدربه و أسطورة برشلونة و الكرة الهولندية يوهان كرويف، و ذلك في نهائي موسم 1993-94 و الذي استضافه الملعب الأولمبي بالعاصمة اليونانية أثينا و أمام أكثر من 70 ألف متفرج.
و من واقع ما ذكرناه سابقًا، كان الجميع يترقب هذه المباراة بشغف، بين جيل جديد شاب للروسونيري الذي سيطر على أوروبا و الذي خاض البطولة بلاعبين شبان سطع نجمهم بشدة أمثال ديميتريو ألبيرتيني، باولو مالديني، كريستيان بانوتشي، مارسيل ديسايي، زفونيمير بوبان، ديان سافيسيفيتش و دانييلِّي ماساورو، و بين البلوجرانا المليء بنجوم عالميين أمثال الحارس العملاق أندوني زوبيزاريتا، جوسيب جوارديولا، رونالد كومان، خوسيه ماري باكيرو، هريستو ستوشكوف، جييرمو آمور و البرازيلي المذهل روماريو.
التوقعات صبت في مصلحة بانتصار كبير لرجال المدرب كرويف خاصة في ظل غياب أسطورة الهجوم العالمية ماركو فان باستن و أغلى لاعب في العالم حينها جيانلويجي لينتيني بسبب الإصابة، إضافة إلى غياب الثنائي الدفاعي فرانكو باريزي و أليساندرو كوستاكورتا بداعي الإيقاف، إضافة إلى غياب الثلاثي الأجنبي الروماني فلورين رادوتشيو، الفرنسي جان بيير بابان و الدنماركي براين لاودروب بسبب قوانين الإتحاد الأوروبي التي لم تكن تسمح بإقحام أكثر من 3 لاعبين في قائمة الفرق خلال المباريات، و هو ما جعل المدرب الشاب فابيو كابيلُّو يُفضل الثلاثي ديسايي، بوبان و سافيسيفيتش عليهم.
و بالرغم من كل هذه الصعوبات، إلا أن كابيلُّو لقَّن الكاتالونيون درسًا لن ينسوه على الإطلاق في عدم الاستهانة بالمنافس مهما كانت ظروفه، حيث باغت الميلان مبكرًا بخطة المهاجم المجهول، حيث مال جميع اللاعبين بمن فيهم المهاجم الوحيد دانييلِّي ماسارو للانضمام إلى خط الوسط و مفاجأة الكاتالونيين بانطلاقات غير متوقعة، ليسجل المهاجم الإيطالي ماسَّارو الهدف الأول للروسونيري في الدقيقة 22 إثر هجمة سريعة من سافيسيفيتش من الجهة اليمنى قبل أن يمرر الكرة لماسارو الذي وجد شباكًا خالية جاهزة لاستقبال الهدف الأول، قبل أن يعود و يسجل هدفًا ثانيًا له و لفريقه في الدقيقة 45 من عمر المباراة إثر هجمة قادها الجناح الأيسر الإيطالي روبيرتو دونادوني من الجهة اليسرى.
بعد دقيقتين من بداية الشوط الثاني توج سافيسيفيتش جهوده في المباراة و جهود زملائه بالضغط المبكر مطلع الشوط الثاني بهدف رائع لا ينسى من ذاكرة كرة القدم، و ذلك بعدما استغل خطئًا دفاعيًأ فادحًا من الإسباني ميجيل أنخيل نادال ليحصل على الكرة و ينفذ تسديدة قوية ساقطة من أقصى الجهة اليمنى خدعت زوبيزاريتّا و سكنت شباكه. فيما أنهى الفرنسي مارسيل ديسايي المباراة قبل دقيقة واحدة من مرور ساعة على عمر اللقاء إثر متابعته لتسديدة من سافيسيفيتش ارتطمت بالقائم و ضربه لمصيدة التسلل الكاتالونية.
منذ ذلك الحين و حتى يومنا هذا، يعتبر الكثير من النقاد أداء الميلان في هذه المباراة كأفضل أداء لفريق في تاريخ مباريات دوري الأبطال، كما كان الفرنسي ديسايي على موعد مع التاريخ بهذا الفوز، حيث أصبح أول لاعب يفوز بلقب البطولة مرتين متتاليتين مع فريقين مختلفين، حيث سبق له أن حقق لقب هذه البطولة في الموسم الذي سبقه عندما فاز مع مارسيليا على الميلان بنتيجة 1-0 في النهائي المشبوه الذي تعاطى فيه لاعبو الفريق الفرنسي المنشطات. في المقابل، كان برشلونة على موعد مع انتهاء أسطورة فريق الأحلام، حيث بدأ فريق الأحلام في الانطفاء شيئًا فشيئًا على الصعيدين المحلي و الأوروبي ليعود مجددًا غريمه ريال مدريد إلى الواجهة في القسم الثاني من تسعينات القرن الماضي.
الفـيديـو/
مانشستر يونايتد الإنجليزي 2 - 1 بايرن ميونخ الألماني // نهائي موسم 1998-1999 على ملعب الكامب نو بمدينة برشلونة الإسبانية ... المستحيل ليس مانشستراويًا !!
اعتدنا على سماع هذه الجملة تقترن بالألمان، إلا أن نهائي موسم 1998-99، و أمام أكثر من 90 ألف متفرج في ملعب الكامب نو ببرشلونة، أظهر مانشستر يونايتد الإنجليزيي لأوروبا أن المستحيل ليس من سمات الشياطين الحمر، و ذلك بعدما حققوا فوزًا متأخرًا للغاية على حساب فريق ألماني، بل زعيم الفرق الألمانية بايرن ميونخ.
هذا النهائي كان منتظرًا بشكل غير مسبوق، حيث كان سيشهد لأول مرة تتويج فريقًا بدوري الأبطال دون أن يكون بطلًا لأي بطولة محلية أو أوروبية في الموسم الذي يسبقه، حيث فشل مانشستر يونايتد في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز موسم 1997-1998 لصالح الآرسنال، في المقابل، خسر البايرن لقب الدوري الألماني لصالح كايزرسلاوتيرن.
كلا الفريقان كانا مدججين بالنجوم، فمن جانبه، و بالرغم من غياب قائدي خط الوسط روي كين و بول سكولز بداعي الإيقاف، كان نجوم أمثال بيتر شمايكل، جاري نيفيل، ياب ستام، رايان جيجز، ديفيد بيكهام، يسبير بلومكفيست، دوايت يورك و أندي كول حاضرين في الموعد لمانشستر يونايتد، فيما كان البايرن مسلحًا بنجوم ثمل أوليفر كان، لوثار ماتايوس، ستيفان إيفينبيرج، ماريو باسلر، ينز يريميز، محمد شول، كارستن يانكر و أليكساندر زيكلر.
هذه النجوم سمحت لمانشستر من جهة بالإطاحة بعملاقي الكرة الإيطالية الإنتر و اليوفنتوس من ربع و نصف نهائي البطولة على التوالي، فيما تمكن البايرن من الانتقام من كايزرسلاوترن في ربع النهائي في ثأر شخصي بعد ضياع لقب البوندلسيجا في الموسم السابق، إضافة إلى إقصاء مفاجأة البطولة دينامو كييف بقيادة النجم الأوكراني أندريه شيفشينكو من نصف النهائي.
النهائي بدأ حماسيًا للغاية من طرف بايرن ميونخ الذي توج جهوده المبكرة بأخذ الأسبقية سريعًا عبر ماريو باسلر الذي سجل هدف فريقه في الدقيقة السادسة عبر ركلة حرة إثر عرقلة النرويجي روني جونسون لكارستن يانكر على حدود منطقة الجزاء، و نفذ الجناح الألماني كرة مذهلة التفت بشكل هائل مما جعل الجميع يظن أنها ارتطمت بأحد المدافعين، ليقف بيتر شمايكل عاجزًا أمامها.
بدا على مانشستر يونايتد أثر غياب الثنائي روي كين و بول سكولز خلال الدقائق الأولى، إلا أن الفريق الإنجليزي عاد للسيطرة على المباراة مجددًا، إلا أن الفريق الألماني حافظ على صلابة دفاعه و خطورة هجماته المرتدة، و بعد العديد من هجمات الأخذ و الرد بين الفريقين، و مع وصول المباراة إلى الوقت بدل الضائع للشوط الثاني و الذي شهد مغادرة رئيس الإتحاد الأوروبي حينها لينارت يوهانسون متوقعًا فوز البايرن، اشتعل ملعب بهدف للشياطين الحمر إثر ركنية من ديفيد بيكهام إلى رأس دوايت يورك الذي حول الكرة إلى رايان جيجز الذي سدد بدوره كرة ضعيفة ارتدت إلى الهداف تيدي شيرينجهام الذي وضع الكرة بيمناه في الشباك معلنًا عن هدف التعادل القاتل في الدقيقة الأول من الوقت المضاف.
و بينما كان جميع مشجعي مانشستر يونايتد في غاية السعادة بالتعادل الذي افترض الجميع أنه سيؤدي إلى أشواط إضافية، عاد اليونايتد ليشعل الملعب بهدف ثانٍ في آخر دقائق المباراة عبر ركنية أخرى من بيكهام وصلت إلى شيرينجهام الذي مرر للمهاجم النرويجي أولي جونار سولسكيير، ليسدد الأخير الكرة في سقف شباك أوليفر كان معلنًا عن فوز تاريخي لا مثيل له في تاريخ دوري الأبطال.
بعد الهدف الثاني، بدا و أن لاعبي بايرن ميونخ يترجون حكم المباراة بييرلويجي كولينا من أجل إنهاء المباراة و مساعدتهم في الخروج من الملعب، و بالفعل، أطلقت صافرة النهاية و انفجر مشجعو مانشستر يونايتد من الفرح، فيما كانت الصدمة هي العنوان لمشجعي البايرن اللذين أشعلوا المدرجات باحتفالاتهم قبل وصول الدقيقة 90، و بكل تأكيد مجرد النظر إلى المدافع الغاني للبايرن صامويل كوفور و هو منفجر من البكاء على عشب الكامب نو يجسد بشكل كامل جميع أحداث المباراة، كما أغمي على المهاجم الألماني كارستن يانكر فور نهاية المباراة.
أطرف ما في المباراة هو ما قام به لينارت يوهانسون الرئيس الأسبق للإتحاد الأوروبي، حيث كان قد ترك مقعده من المنصة الشرفية قبل ثواني من هدف شيرينجهام، و عندما نزل إلى الملعب ليقدم الكأس للبطل صُدِمَ بشدة و قال "لا يمكنني أن أصدق هذا. الفائزون يبكون و الخاسرون يرقصون!!"
أيضًا، لا يجب نسيان الأسطورة الألمانية لوثار ماتايوس، ففي السابق، كان قد عانى من صدمة مشابهة عندما فقد البطولة في آخر الدقائق مع بايرن ميونخ لصالح بورتو في نهائي 1987-88، و بعد صدمة الكامب نو، انتقل ماتايوس ليلعب مع نادي نيو يورك ميترو ستارز حيث ختم مسيرته، ليشاهد فوز البايرن بالبطولة عبر شاشة التلفاز في نهائي موسم 2000-2001، صرح ماتايوس قائلًا "لم يكن الفريق الأفضل هو من فاز، بل الفريق الأكثر حظًا!"
يٌذكر أن مانشستر بهذا اللقب حقق ثلاثية تاريخية - بالفوز بلقب الدوري الإنجليزي، كأس إنجلترا و دوري الأبطال - لم يحققها سابقًا سوى أيندهوفن بقيادة المدرب المحنك جوس هيدينك في موسم 1987-1988، و لم يكررها لاحقًا سوى برشلونة في الموسم الماضي.
الفـيديـو/
ليفربول الإنجليزي 3 (6) - (5) 3 الميلان الإيطالي // نهائي موسم 2004-2005 على ملعب أتاتورك بالعاصمة التركية إسطنبول ... عندما ينفجر البركان !!
ببساطة، هي معجزة إسطنبول، حيث حقق ليفربول الإنجليزي فوزًا بدا شبه مستحيل على الميلان الإيطالي بركلات الترجيح بعد التعادل بنتيجة 3-3 في ظرف ست دقائق فقط، و ذلك في نهائي موسم 2004-05 و الذي أقيم على ملعب أتاتورك بإسطنبول عاصمة تركيا أمام أكثر من 70 ألف متفرج.
كلا الفريقان كانا قد أقصيا كبرى الأندية الأوروبية من البطولة، حيث أقصى الميلان مانشستر يونايتد، الإنتر و أيندهوفن من ثمن، ربع و نصف النهائي على التوالي، و في المقابل كانت فرق باير ليفركون، اليوفنتوس و تشيلسي ضحايا ليفربول خلال مشواره في الأدوار الإقصائية وصولًا إلى النهائي.
هذه المباراة شهدت تغييرات تكتيكية جذرية مفاجئة قام بها المدرب الإسباني رافا بينيتيز، و ذلك عبر اللعب بخطة 4-4-1-1 و إشراك الثنائي ميلان باروش و هاري كيويل بشكل مفاجئ في الصفوف الأمامية على حساب دجيبريل سيسيه و فلاديمير سميتشر. في المقابل خاص كارلو أنشيلوتي مدرب الميلان حينها اللقاء بخطة 4-4-2، مفضلًا إشراك المهاجم الأرجنتيني المعار من تشيلسي هيرنان كريسبو في الهجوم بجوار أندريه شيفشينكو، و ذلك على حساب فيليبو إنزاجي و يون دال توماسون.
و مبكرًا للغاية، سجل الميلان الهدف الأول في الدقيقة عبر ركلة ركنية نفذها أندريا بيرلو لتصل إلى رأس القائد الأسطوري باولو مالديني الذي وضع الكرة في الشباك، و قد صرح فيما بعد أن "الهدف الذي سجلته جعلني أشعر أنها ليلة غير عادية"، و بالفعل الليلة كانت غير عادية على الإطلاق. الميلان أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 38 إثر تمريرة أمامية ذكية للغاية من البرازيلي ريكاردو كاكا ضرب بها دفاعات ليفربول، لتصل الكرة إلى هيرنان كريسبو الذي لم يتوانَ عن وضع الكرة في الشباك. عاد العقرب الأرجنتيني ليسجل هدفه الثاني و الهدف الثالث للروسونيري في الدقيقة 44 عبر تمريرة أخرى من كاكا استغلها بالطريقة المثلى ليضع الكرة من فوق الحارس البولندي جيرزي دوديك.
شوط أول كان غير عادي، و كذلك الشوط الثاني، فبين الدقيقتين 54 و 60، تمكن الريدز من إدراك التعادل ! الهدف الأول جاء عبر القائد ستيفن جيرارد إثر عرضية من النرويجي جون أرني ريزا، قبل أن يأتي الهدف الثاني في الدقيقة 56 عبر التشيكي فلاديمير سميتشر، تلاه هدف ثالث من ركلة جزاء إثر تمريرة من ميلان باروش إلى ستيفن جيرارد ضوعته بمواجهة المرمى و إضطرت جينارو جاتوزو لإيقافه بالقوة داخل منطقة جزاء الميلان، ليسجل الإسباني تشابي ألونزو الهدف الثالث للريدز.
و بعد سيل من الفرص لكلا الفريقين، أشهرها تلك الفرصة التي تصدى لها دوديك حارس مرمى ليفربول بوجهه من تسديدة شيفشينكو في مساف لم تتخطى الـ 6 أمتار، و بعد انتهاء المباراة بأشواطها الإضافية بنفس النتيجة، احتكم الفريقان لركلات "العذاب" الترجيحية، و التي تألقت فيها العارضة في التصدي لتسديدة سيرجينيو الأولى و تألق فيها دوديك في التصدي لتسديدة شيفشينكو الرابعة، ليفوز الريدز بثلاثة ركلات لركلتين.
الفـيديـو/